نسيت المفتاح يا جدي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نسيت المفتاح يا جدي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لن انسى يا جدي تلك الليلة الموحشة ،
الليلة الحالكة الظلام حينما طلبت مني عدم خلع حذائي، والمبيت في ثيابي !
واحتضنتي برفق لأنام فوق صدركالدافىء الملتهب ..
ادركت عندها
انك قد عقدت العزم على الرحيل .
. فبالأمس القريب نزح اهل قريتنا ،
وتمزق جمعنا..
استيقظت يا جدي على صوت بكائك ،
وزخات دموعك، فاذا بك تقبض
بشدة على مفتاح بيتنا وتنوح:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عشقت الوطن يا حفيدتي !
وعشقت فيه روح الطهارة والإباء /
وعشقت المرج والزهر فيه، والحجر /
وعشقت هامات الجبال والضوء، والمطر/
كانت هناك فتاة في عمر الورود .
. اسمها الوطن / أحبها الجلاد يوماً
، أرادها دمية وحقيبة /
أرادها الجلاد راقصة في حانات المجون الرهيبه /
ولم يدرِ الجلاد يا حفيدتي…
عشق الوطن لا يقدر بثمن.
ضاع المفتاح يا جدي !
لله درك يا جدي ! تودع البيت والمنجل ،
تدع البيدر والمعول ،
وتقبض على المفتاح وترحل.
آه ما ابعد خيام النازحين !
وما اضيق مخيمات المُبْعَدين !
الى متى سنظل بين مد اعدائنا وجزر اخواننا لاجئين ،لاجئين .. لاجئين ؟!
رحل الاجداد وتناثرت الأمجاد ،
وطغى الجلاد، وعفت الديار، وتفرق القوم ايدي ”
وطن “! فركبنا البيداء ،وهبطنا الاغوار ،
وصعدنا الجبال ،وعبرنا
الاسلاك والاشواك ، وقتلك الحنين يا جدي
، واهلكك الشجن.
ضاع المفتاح يا جدي !
قبل يومين تعرفت على عائشة
في مخيم الوحدات ،
وعائشة ابنة صاحب الطابون
ابو مسعود الكاكوني ،التقيت
بها هنا في السوق الشعبي ،
تبحث عن خبز اسود !
ما اجمل ثوبها المقدسي المطرز ،
ونشطة منديلها الثلاثية.
اخبرتني انها تتعلم في الجامعة العلوم السياسيه،
واختها الوسطى فاطمة تزوجت
من بلال الجاعوني،
ويعيشان معا في مخيم صبرا ،
وحينما سالتها عن مفتاح بيتهم ..
تنهدت وقالت : ” يا حسرتاه !
وضعناه في جهاز اختي العروس ،
وفقدناه في الطريق الى لبنان” .
ضاع المفتاح يا جدي !
” لنا قنطرة في الرملة ،
ولخالي بئر في بيسان .
لعمتي حاكورة في البروة ،
ولجدتي بيدر في عسقلان ” .
هذه اغنية جميلة يا جدي !
ترددها روضات الاطفال في مخيم شاتيلا ،
دنوت من الطفلة سلمى وسألتها : ”
اتعرفين ام خالد !
لماذا لا تغنون لها ؟ ”
. فابتسمت وقالت : ”
ام خالد هذه جارتنا ،
وقد كانوا يسكنون في الخالصة ،
اما اهلي فكانوا يسكنون في عين غزال ،
قرية جميلة تغازل حقولها امواج الطنطورة،
ونسائم قيسارية “.
وحينما سألتها عن مفتاح بيتهم ،
صمتت ثم قالت : ”
باعه ابي لأحد السياح بربع دولار “.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ضاع المفتاح يا جدي !
ما اصلب شعبنا يا جدي وما
اشد عوده ،وما اصبر المبعدين
منه والنازحين ! فحتى بعد رحيلكم
، وتنكر العالم لنا ولكم ،
لا تزال خيامنا تنتظر الفرج ،
ومشارف مخيماتنا ترقب الأمل،
جمعنا عيدان تفتت شملنا في حزمة واحدة
، بعد ان تنكر اوسلو الهزيل
لوضع نهاية عادلة لقضيتنا .
ورضخ ابطال المؤتمر من قياداتنا لتعليق
مصائرنا فوق رفوف القضايا
المؤجلة للحل الدائم ! ومما زاد الطين بلة ،
تسابق تجار الخطابات السياسية على شطب
هذه القضية المصيرية من
سجلات خطاباتهم الفلسطينية .
فتطايرت حروف العودة .
. وتبعثرت رموز الحلم العربي ،
وتناثرت الوعود والعهود ،
وعادت فلول من القيادات الفلسطينية
وانصارها الى ارض الوطن ،
بلا مفاتيح وبلا قضية.
فضاع المفتاح يا جدي !
لكننا .. ما دامت انشودة الاطفال تتعالى
، وما دام بعد العتمة فجر نور يتسامى ،
سيتعانق زيتون زمارين مع الصفصاف ،
وتحتضن سنابل راس العين باقورة الاشراف
، وسينادي اللجون السجرة ،
وتزغرد حجارة عين حوض : ”
عادت مفاتيح الديار يا جدي ! “
فكل المفاتيح تتوق للعودة ،
وتصلي ليوم اللقاء ،
وستحمل بين اسنانها الصابرة ،
ذكريات من امجاد النازحين
وآلام اللاجئين ،للجليل والمثلث ،
للنقب ولحيفا ، ليافا ولعكا ،
للرملة ولد العرب ، ولبيت المقدس والاقصى
، ولكل حجر قارع من اجل البقاء,
لن يضيع المفتاح يا جدي …لن يضيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
.
.
.
تــ ح ـيتي لكــل من مــرّ هنــا
الليلة الحالكة الظلام حينما طلبت مني عدم خلع حذائي، والمبيت في ثيابي !
واحتضنتي برفق لأنام فوق صدركالدافىء الملتهب ..
ادركت عندها
انك قد عقدت العزم على الرحيل .
. فبالأمس القريب نزح اهل قريتنا ،
وتمزق جمعنا..
استيقظت يا جدي على صوت بكائك ،
وزخات دموعك، فاذا بك تقبض
بشدة على مفتاح بيتنا وتنوح:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عشقت الوطن يا حفيدتي !
وعشقت فيه روح الطهارة والإباء /
وعشقت المرج والزهر فيه، والحجر /
وعشقت هامات الجبال والضوء، والمطر/
كانت هناك فتاة في عمر الورود .
. اسمها الوطن / أحبها الجلاد يوماً
، أرادها دمية وحقيبة /
أرادها الجلاد راقصة في حانات المجون الرهيبه /
ولم يدرِ الجلاد يا حفيدتي…
عشق الوطن لا يقدر بثمن.
ضاع المفتاح يا جدي !
لله درك يا جدي ! تودع البيت والمنجل ،
تدع البيدر والمعول ،
وتقبض على المفتاح وترحل.
آه ما ابعد خيام النازحين !
وما اضيق مخيمات المُبْعَدين !
الى متى سنظل بين مد اعدائنا وجزر اخواننا لاجئين ،لاجئين .. لاجئين ؟!
رحل الاجداد وتناثرت الأمجاد ،
وطغى الجلاد، وعفت الديار، وتفرق القوم ايدي ”
وطن “! فركبنا البيداء ،وهبطنا الاغوار ،
وصعدنا الجبال ،وعبرنا
الاسلاك والاشواك ، وقتلك الحنين يا جدي
، واهلكك الشجن.
ضاع المفتاح يا جدي !
قبل يومين تعرفت على عائشة
في مخيم الوحدات ،
وعائشة ابنة صاحب الطابون
ابو مسعود الكاكوني ،التقيت
بها هنا في السوق الشعبي ،
تبحث عن خبز اسود !
ما اجمل ثوبها المقدسي المطرز ،
ونشطة منديلها الثلاثية.
اخبرتني انها تتعلم في الجامعة العلوم السياسيه،
واختها الوسطى فاطمة تزوجت
من بلال الجاعوني،
ويعيشان معا في مخيم صبرا ،
وحينما سالتها عن مفتاح بيتهم ..
تنهدت وقالت : ” يا حسرتاه !
وضعناه في جهاز اختي العروس ،
وفقدناه في الطريق الى لبنان” .
ضاع المفتاح يا جدي !
” لنا قنطرة في الرملة ،
ولخالي بئر في بيسان .
لعمتي حاكورة في البروة ،
ولجدتي بيدر في عسقلان ” .
هذه اغنية جميلة يا جدي !
ترددها روضات الاطفال في مخيم شاتيلا ،
دنوت من الطفلة سلمى وسألتها : ”
اتعرفين ام خالد !
لماذا لا تغنون لها ؟ ”
. فابتسمت وقالت : ”
ام خالد هذه جارتنا ،
وقد كانوا يسكنون في الخالصة ،
اما اهلي فكانوا يسكنون في عين غزال ،
قرية جميلة تغازل حقولها امواج الطنطورة،
ونسائم قيسارية “.
وحينما سألتها عن مفتاح بيتهم ،
صمتت ثم قالت : ”
باعه ابي لأحد السياح بربع دولار “.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ضاع المفتاح يا جدي !
ما اصلب شعبنا يا جدي وما
اشد عوده ،وما اصبر المبعدين
منه والنازحين ! فحتى بعد رحيلكم
، وتنكر العالم لنا ولكم ،
لا تزال خيامنا تنتظر الفرج ،
ومشارف مخيماتنا ترقب الأمل،
جمعنا عيدان تفتت شملنا في حزمة واحدة
، بعد ان تنكر اوسلو الهزيل
لوضع نهاية عادلة لقضيتنا .
ورضخ ابطال المؤتمر من قياداتنا لتعليق
مصائرنا فوق رفوف القضايا
المؤجلة للحل الدائم ! ومما زاد الطين بلة ،
تسابق تجار الخطابات السياسية على شطب
هذه القضية المصيرية من
سجلات خطاباتهم الفلسطينية .
فتطايرت حروف العودة .
. وتبعثرت رموز الحلم العربي ،
وتناثرت الوعود والعهود ،
وعادت فلول من القيادات الفلسطينية
وانصارها الى ارض الوطن ،
بلا مفاتيح وبلا قضية.
فضاع المفتاح يا جدي !
لكننا .. ما دامت انشودة الاطفال تتعالى
، وما دام بعد العتمة فجر نور يتسامى ،
سيتعانق زيتون زمارين مع الصفصاف ،
وتحتضن سنابل راس العين باقورة الاشراف
، وسينادي اللجون السجرة ،
وتزغرد حجارة عين حوض : ”
عادت مفاتيح الديار يا جدي ! “
فكل المفاتيح تتوق للعودة ،
وتصلي ليوم اللقاء ،
وستحمل بين اسنانها الصابرة ،
ذكريات من امجاد النازحين
وآلام اللاجئين ،للجليل والمثلث ،
للنقب ولحيفا ، ليافا ولعكا ،
للرملة ولد العرب ، ولبيت المقدس والاقصى
، ولكل حجر قارع من اجل البقاء,
لن يضيع المفتاح يا جدي …لن يضيع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
.
.
.
تــ ح ـيتي لكــل من مــرّ هنــا
danger haker- عضو مميز
- عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
رد: نسيت المفتاح يا جدي
الله حيو ولله جنان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
قصة وكلمات رائعه
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
قصة وكلمات رائعه
حياتي سهر حياتي سهر- عدد المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 14/08/2009
رد: نسيت المفتاح يا جدي
روعةةةةةةةةةةةةةة حلو
اسير دمعه اسير دمعه- عدد المساهمات : 53
تاريخ التسجيل : 12/08/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى